في كل مكان تعد مرحلة الطفولة أهم مرحلة في حياة الإنسان لذلك تهتم الدول المتقدمة بها بالغ الاهتمام، ولأن أطفال اليوم هم رجال ونساء المستقبل، هم الذين سيقع على عاتقهم مهمة تحقيق أحلام الكبار في المستقبل الذي سيعيشونه فقد وعت الأمم والشعوب المتحضرة أهمية الطفولة فكفلت للطفل حقوقه الكاملة بداية من ولادته حتى ينتقل لمرحلة عمرية جديدة، وذلك من خلال منحه حقوقه التي تنص عليها المواثيق والاتفاقات الدولية.

ولكن عندما تندلع الحرب يصبح الأطفال الحلقة الأضعف في غمارها، تطالهم الأعمال العدائية فيقعون في مرمى مخاطر لا تحصى ويحرمون من أجمل سنوات العمر، وفي الحقيقة حماية الأطفال الأبرياء ضحايا العدوان عنوان اليوم الدولي الذي تحييه الأمم المتحدة منذ عام 1983، لكن الأطفال لا يزالون بعد 40 عاماً من تلك المناسبة السنوية التي تصادف 4 حزيران/يونيو يتعرضون لمختلف أشكال الاعتداءات الجسدية والمعنوية والعاطفية في أنحاء العالم، ورغم أن الحروب هي العدوان الصارخ على حياة الأطفال فإن حقوق الصغار الأساسية ليست مطبقة في غالبية الدول، وتعتبر الأمم المتحدة أن الانتهاكات الستة الأكثر شيوعاً هي:• تجنيد الأطفال• استخدامهم في الحرب والقتل• العنف الجنسي• الاختطاف• الهجمات على المدارس والمستشفيات• الحرمان من وصول المساعدات الإنسانيةخلال السنوات الماضية تعرض ملايين الأطفال في دول الحروب والنزاعات للاعتداء المباشر وهم في منازلهم ومدارسهم وعلى الطرق وأصابهم الجوع والنزوح والتهجير والأمية القسرية والمرض والإعاقة واليتم، ولا تلوح في الأفق بوادر عودة الأمان والحماية من الأذى، ونعرض بعض الأمثلة لواقع الأطفال في دول عدة للتأكيد على أن المجتمع الدولي الذي أقرّ اتفاقية حقوق الطفل لم ينجح في تطبيقها وأن خطة الأمم المتحدة للقضاء على العنف ضد الأطفال بحلول عام 2023 موضع شك.

ووفقاً لمنظمة يونيسيف يتعرض 250 مليون طفل للعنف في البلدان والمناطق المتضررة من الصراع على الرغم من توقيع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل، في حين يعتقد أن عدد الأطفال في المناطق المتأثرة بالنزاعات بنحو 250 مليوناً وأن نحو 165 مليوناً منهم موجودون في مناطق العنف والنزاع المباشر، أي أن طفلاً من كل ستة أطفال في العالم يعيش في مناطق الصراع والحرب، ولذلك من الضروري التذكير في هذا اليوم بذلك الواجب المقدس المنصوص عليه في إعلان الأمم المتحدة لحقوق الطفل والمتعلق بضمان تمتع جميع الأطفال دون استثناء بحماية خاصة.

وبناء على ذلك يمكن الإضاءة على أحوال الأطفال الذين عاشوا ويعيشون حروباً دامية خلقت مآسي وأهوالاً كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية وخاصة بعد الزلزال الأخير الذي حصل في تركيا وتأثرت به الدول المجاورة، لتأكيد .الهوة الواسعة بين واقع الطفولة وما يجب أن تكون عليه الأحوال

حيث إن الهدف الرئيسي من هذا اليوم العالمي لحماية الأطفال من العدوان هو الاعتراف بألم الأطفال ضحايا الاعتداء الجسدي والعقلي والعاطفي في جميع أنحاء العالم وتأكيد الالتزام بحماية حقوقهم، ومن أهم هذه الحقوق حق التعليم وأهميته بالنسبة للأطفال ولأنه بالعلم تنهض الشعوب وترتقي الأمم، بالتأكيد نشر التعليم هو أحد سبل معالجة هذه الممارسة المتجذرة فالتعليم يرفع الوعي ويعزز الحماية ويخلق الفرص، ولا سيما للأطفال المتضررين من النزاعات المسلحة، حيث تسعى الجهود التي ترمي إلى ردع استخدام المدارس في الأغراض العسكرية والعمل على ما يسببه هذا الاستخدام من حرمان الطلاب من الحق في التعليم، ولأننا نسعى إلى حماية الأطفال من العدوان والنزاعات والصراعات وجميع أنواع الإساءة والاستغلال نعمل على خلق بيئة آمنة لهم ليتمكن كل طفل من التعبير على مشاعره ومساعدته على النمو والتطور والتمتع بحياة كريمة وآمنة.

مما لا شك فيه أن مركز حماية الطفل يهدف إلى حماية الطفولة وتوفير البيئة المناسبة حيث إن المركز يقوم بالاستجابة لجميع المشكلات المتعلقة بالأطفال ويتولى جمع المعلومات وصياغة الحلول ووضع البرامج ومتابعة كل الدراسات والبحوث وإقرار أفضل الممارسات العالمية المتبعة في التعامل مع مشكلات الأطفال.

إكرام السليك | مقال رأيمشرفة إدارة حالة في المنتدى السوري – الباب

المصدر: سنا - الوكالة السورية للأنباء