اليوم الدولي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان، مناسبة سنوية أقرتها الأمم المتحدة، للتذكير بضرورة حماية الأطفال من العدوان والنزاعات المسلحة، وتعزيز الوعي بحقوق الطفل وحمايتها.

وتعتبر حماية الأطفال في النزاعات والحروب، من الأمور الحيوية التي يجب التركيز عليها. ففي حالات الصراع، يتعرض الأطفال للاستغلال والتجنيد القسري، أو العنف الجنسي، ويصبحون أيضًا عرضة للتشرد والفقر والأمراض والإصابات.

والأطفال والنساء هم الأكثر ضعفًا في الحروب، كون عدم قدرتهم الدفاع عن النفس، ستؤدي لمعاناة طويلة من الآثار النفسية.

وحماية حقوق الأطفال والتوعية بحقوقهم من أهم الأولويات للتعافي بعد الصدمة في أي مجتمع ليس في سورية فحسب، وخاصة في الظروف الصعبة التي تشهدها مناطق النزاع والأزمات الإنسانية.

ولذلك، هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها المساهمة والمناصرة لحماية الطفل في شمال غرب سورية.

و من أهم المواضيع والقضايا التي يجب التنويه لها بما يتعلق بالانتهاكات الشاملة للطفل في أوقات النزاعات:

استغلال الأطفال: في حالات النزاعات يعتبر أمرًا خطيرًا ومشكلة إنسانية تستدعي التعاطي معها بجدية، وتشمل حالات النزاعات الأمور المتعلقة بالحروب، الصراعات المسلحة، العنف السياسي، وغيرها من الظروف التي تؤدي إلى انقسام وتوتر في المجتمعات. وهذا يشمل:

إستخدام الأطفال كمقاتلين: يتم تجنيد الأطفال للمشاركة في القتال والصراعات المسلحة، ويتم تزويدهم بالأسلحة وتدريبهم على القتال. ويعاني الأطفال المجندين من أضرار جسدية وعاطفية ونفسية خطيرة.

 استغلالهم جنسياً: يتعرض الأطفال في حالات النزاع للاستغلال الجنسي، حيث يتم اضطهادهم جنسيًا واستغلالهم في أعمال الدعارة والاتجار بالبشر. هذا النوع من الاستغلال يتسبب في إصابة الأطفال بآثار نفسية وجسدية واجتماعية خطيرة.

العمل القسري: يجبر الأطفال في حالات النزاع على العمل في ظروف صعبة وخطرة، مثل العمل في المناجم والمصانع والمزارع. يعرض هذا النوع من الاستغلال الأطفال للإصابة والإعاقة والتأخر في التعليم.

الاستغلال في أعمال التجسس والتجنيد السياسي: يستخدم الأطفال في جمع المعلومات والتجسس لصالح الجماعات المسلحة والمنظمات السياسية. يتعرض الأطفال للخطر والتهديدات المستمرة أثناء قيامهم بهذه المهام.

وفي ظل كل هذه الأزمات الإجتماعية والكوارث الطبيعة التي تعرض لها الأطفال خلال سنوات متلاحقة، تعتبر مراكز حماية الطفل لها أهمية كبيرة لأسباب كثيرة منها:

  • حماية حقوق الطفل: تعمل مراكز حماية الطفل على حماية حقوق الأطفال وضمان سلامتهم ورفاهيتهم. فهي تعمل على توفير بيئة آمنة وصحية للأطفال وحمايتهم من أي نوع من أنواع الإيذاء أو الاستغلال أو الإهمال.
  • الوقاية والتوعية: تلعب مراكز حماية الطفل دورًا هامًا في توعية المجتمع بأهمية حقوق الطفل وضرورة حمايته. تقوم هذه المراكز بتنظيم حملات توعوية وتدريبات للمجتمع والعائلات والمدارس للتعريف بالمشكلات المحتملة وطرق الوقاية منها.
  • الكشف المبكر والتدخل: يساعد وجود مراكز حماية الطفل في الكشف المبكر عن أي حالات تعرض الأطفال للإساءة أو الاستغلال. وبفضل التعاون مع الجهات المعنية، يتم تقديم التدخل المناسب لحماية الطفل وتأمين حاجته للدعم والعناية اللازمة.
  • التحقيق والمتابعة: تقوم مراكز حماية الطفل بالتحقيق في حالات الإساءة والاستغلال وتوثيقها ومتابعتها. يتم تقديم التقارير اللازمة للجهات المعنية، مثل الشرطة والمحامين والمدعي العام، للتحقيق القانوني واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المعتدين والمخالفين.
  • الدعم النفسي والاجتماعي: تقدم مراكز حماية الطفل دعمًا نفسيًا واجتماعيًا للأطفال

أما على صعيد التعليم الذي يعتبر  أحد ركائز الحياة الاساسية بالنسبة للأطفال والمساهم الأول في تعزيز وتقوية شخصياتهم وبناء المجتمع، وذلك لعدة أسباب:

تطوير المهارات: يساعد التعليم الأطفال على تطوير مجموعة واسعة من المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة والحساب، ومهارات التفكير النقدي والابتكار، والمهارات الاجتماعية والتواصل.

فرص مستقبلية أفضل: التعليم يفتح الأبواب أمام الأطفال لفرص أفضل في المستقبل. فالأطفال الذين يحصلون على تعليم جيد يمكنهم الوصول إلى فرص وظيفية وتعليمية أفضل فيما بعد، وبالتالي يكون لديهم فرص أكبر للنجاح في الحياة.

تعزيز الثقة بالنفس: التعليم يساعد الأطفال على بناء الثقة بالنفس وتعزيز تصورهم الذاتي الإيجابي. عندما يكتسب الأطفال المعرفة والمهارات، يشعرون بالقوة والقدرة على تحقيق أهدافهم.

التنمية الشخصية: يساهم التعليم في التنمية الشخصية الشاملة للأطفال، بما في ذلك تنمية القيم والأخلاق والأخلاقيات الاجتماعية، وتعزيز الفهم للثقافات المختلفة والتسامح والاحترام.

تعزيز التفكير النقدي: يعلم التعليم الأطفال كيفية التفكير بشكل نقدي وتقييم المعلومات والأفكار بشكل منطقي. يمكنهم تطبيق هذه المهارة في حل المشكلات واتخاذ القرارات الصائبة.

بشكل عام، التعليم يعتبر حقًا أساسيًا للأطفال، ويساهم في بناء مستقبلهم وتحقيق إمكانياتهم الكاملة.

وفي الآونة الأخيرة كما شهدنا كارثة طبيعية لا تعتبر أقل أهمية في تأثيرها على الأطفال(زلزال 6 شباط) وقد كان حدثًا مدمرًا أدى إلى تغيرات جذرية في حياة الأطفال وسبب لهم مستويات عالية من التوتر والقلق.

وقد واجه الأطفال تجارب مرعبة خلال الزلزال، مثل فقدان الأحباء أو المواقع المألوفة، وتضرر المنازل والمدارس، وخلق لديهم شعوراً بالضياع والتشتت.

يتأثر الأطفال بطرق مختلفة بعد الزلزال، ومن بين التأثيرات النفسية المحتملة:

القلق والخوف: قد يعاني الأطفال من شعور مستمر بالقلق والخوف، وذلك بسبب تجربتهم للزلزال ومخاوفهم من وقوع زلازل أخرى.

الصدمة والارتباك: قد يشعرون بالصدمة والارتباك بعد الزلزال، وتكون لديهم صعوبة في التركيز والمشي والنوم.

الاكتئاب والحزن: يمكن أن يتسبب الزلزال في شعور الأطفال بالحزن والاكتئاب نتيجة للخسائر التي تكبدوها والتغيرات الجذرية في الحياة اليومية.

اضطرابات النوم: قد يعاني الأطفال من صعوبة في النوم أو الأحلام المزعجة والكوابيس بعد الزلزال، مما يؤثر على راحتهم واستعدادهم لليوم التالي.

انعدام الثقة والانطواء: قد يصبح الأطفال أكثر حذرًا وخجلاً ويتراجعون عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية التي كانوا يستمتعون بها سابقًا.

وأخيراً يمكن تلخيص أهم التوصيات للحث على مزيد من تقديم الدعم للأطفال:

  • يجب القيام  بزيادة الوعي حول قضايا حماية الطفل عن طريق نشر المعلومات والمشاركة في حملات التوعية المختلفة. يمكنك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمدوّنات الشخصية لنشر الأخبار والمعلومات المتعلقة بحقوق الطفل والمخاطر التي يواجهونها.
  • السعي لمزيد من البحث عن برامج منظمات محلية أو دولية تعمل في المنطقة، وتركز على حماية حقوق الطفل. قد تتيح لك هذه المنظمات فرصًا للمشاركة في العمل التطوعي الميداني، مثل تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتأثرين بالنزاعات أو توفير الرعاية الصحية والتعليم.
  • قد يكون لديك الرغبة في المساهمة المادية في الجهود المبذولة لحماية الطفل. يمكنك التبرع للمنظمات غير الحكومية أو الجمعيات الخيرية التي تعمل في المنطقة وتركز على قضايا حماية الطفل.
  • قد يكون لديك القدرة على ممارسة ضغط سياسي من خلال التواصل مع السلطات المحلية أو الدولية للمطالبة بحماية حقوق الطفل في شمال غرب سورية.

 

بقلم: ولاء قرطة - عاملة إدارة حالة في "المنتدى السوري" - اعزاز

المصدر: السورية.نت