في سوريا، يعيش الأطفال والنساء والمجتمعات بأكملها معاناة لا تُحتمل. لقد تركهم النزاع المستمر والتهجير القسري عُرضة للعنف، والإهمال، والانكسار.
أما الأطفال، فغالبهم نشأ لا يعرف إلا الحرب، لا يعرف الأمان، ولا يتذكر لحظة طفولة حقيقية.
89% من الأطفال يحتاجون إلى الحماية والدعم النفسي والاجتماعي، ليعيدوا ترميم ما كسرته الحرب في أعماقهم الصغيرة.
أما النساء والفتيات، فهنّ يقفن يومياً في مواجهة الفقر، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وقيود قاسية تعيق محاولات النهوض من جديد.
ثم جاء زلزال عام 2023، ليُضاعف الألم، ويزيد الجراح عمقاً. مزّق النزوح شمل العائلات، وجعل الأطفال مهددين بالانفصال، والنساء أكثر عرضة للخطر والخذلان.
لكننا اخترنا أن نكون جزءاً من الحل، لا الشاهد على الألم.
حيث نحن نوفر مساحات آمنة للأطفال، يجدون فيها الراحة، والدعم، وفرصة للفرح من جديد. وننفذ حملات توعية لحماية الأطفال من كل أشكال الاستغلال والإساءة، وندرّب الأهل ليستطيعوا التعامل مع مشاكل أطفالهم.
ومن خلال خدمات إدارة الحالات، نتابع كل طفل، حتى لا يُنسى أحد، حتى في قلب الكارثة.
أما النساء، فنمنحهن الفرصة ليقفن من جديد.
من برامج التمكين الاقتصادي والتدريب المهني والتعليم، إلى الدعم النفسي والاستشارات القانونية، نرافقهن في طريق التعافي… خطوة بخطوة.
نُعزز دورهن من خلال لجان نسائية ومساحات آمنة تُنصت لهن، ترفع صوتهن، وتدفع نحو تغيير حقيقي يمسّ حياتهن من الجذور.
لأننا نؤمن أن تمكين الأفراد هو بداية نهوض المجتمعات، وأن من رحم الألم يولد الأمل، حين يجد الإنسان من يمد له يداً تُنقذه، لا تُصافحه فقط.
إن حماية الأفراد وتمكينهم له تأثير مضاعف على المجتمعات بأكملها. من خلال توفير هذه الخدمات الحيوية، نحن لا نعالج الاحتياجات الفورية فحسب، بل نغير حياتهم ونعيد الأمل إلى قلوبهم.
منظمة أهلية غير ربحية تهدف إلى دعم المجتمعات السورية على الصعيد الوطني داخل سورية، وكذلك في دول الانتشار والاغتراب، بهدف استعادة حقوق وحرية السوريين كشعب ومواطنين، تأسس المنتدى السوري عام 2011، ويعمل مع شركائه في سوريا وتركيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى فريق عمل مكوّن من + 1,000 عضواً.