من الاستجابة العاجلة إلى التعافي المستدام، نمدّ جسور الأمل ونزرع بذور الاستقرار في حياة الأسر والمجتمعات السورية.
لقد وصلت أزمة الجوع في شمال سوريا إلى مستويات مُفجعة، حيث يحتاج ما يقرب من %80 من السكان إلى مساعدات غذائية ماسّة، بعد أن تركت سنوات من الصراع والانهيار الاقتصادي الأسر بخيارات قليلة للبقاء على قيد الحياة. ومع تفشّي البطالة وفقدان الوظائف الذي يؤثر على نصف الأسر، فإن الوضع مأساوي. غالباً ما يتخطى العديد من الآباء وجبات الطعام حتى يتمكن أطفالهم من الأكل.
لا تزال أزمة المأوى في شمال سوريا في وضع حرج، حيث يواجه أكثر من 3.4 مليون نازح داخلياً تحديات يومية من أجل البقاء وسط ظروف لا تحتمل. يعيش كثير منهم في مخيمات مؤقتة مكتظة، تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة. ومن بين هؤلاء، هناك 2 مليون إنسان، يشكل الأطفال %45 منهم أرواح صغيرة تُواجه قسوة لا تليق ببراءتهم.
التعليم، هذا الحق البسيط، يختفي من بين أيدي جيل كامل من الأطفال السوريين. أكثر من 2.4 مليون طفل خارج مقاعد الدراسة في سوريا، لكن المشهد في شمال البلاد مؤلم بشكل خاص، حيث حُرم مليون طفل من حقهم في التعلم.
ثم جاء زلزال 2023، ليزيد الجراح عمقًا، ويُجبر أكثر من 200 ألف طفل إضافي على ترك المدرسة، والابتعاد أكثر عن مستقبل يستحقونه. في ما يقارب %60 من مخيمات النزوح، لا توجد مدارس أو مراكز تعليمية
لا يزال الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي يشكّل تحدياً يومياً في شمال سوريا، لا سيما داخل مخيمات النزوح التي تأوي ما يزيد عن مليوني شخص في ظروف مأساوية وصعبة. في هذه المخيمات، لا يتعلق الأمر بظروف معيشية قاسية فقط، بل بحياة تُهدد كل يوم.
بدون صرف صحي آمن، تعيش العائلات وسط خطر دائم من الأمراض المنقولة بالمياه، بينما تصبح النجاة مسألة مقاومة يومية.
في سوريا، يعيش الأطفال والنساء والمجتمعات بأكملها معاناة لا تُحتمل. لقد تركهم النزاع المستمر والتهجير القسري عُرضة للعنف، والإهمال، والانكسار.
أما الأطفال، فغالبهم نشأ لا يعرف إلا الحرب، لا يعرف الأمان، ولا يتذكر لحظة طفولة حقيقية.
%89 من الأطفال يحتاجون إلى الحماية والدعم النفسي والاجتماعي، ليعيدوا ترميم ما كسرته الحرب في أعماقهم الصغيرة.
في سوريا، تقف المجتمعات المنهكة على أطلال سنوات من الصراع وزلزال 2023 المُدمر، تحاول لملمة ما تبقى من حياة كانت يوماً طبيعية.
البيوت تهدّمت، الأسواق خُربت، والبنية التحتية الأساسية لم تعد موجودة.
في كل زاوية، هناك عائلة تُصارع من أجل لقمة العيش، وطفل يحتاج إلى مدرسة، وأم تبحث عن بصيص أمل وسط الركام.
منظمة أهلية غير ربحية تهدف إلى دعم المجتمعات السورية على الصعيد الوطني داخل سورية، وكذلك في دول الانتشار والاغتراب، بهدف استعادة حقوق وحرية السوريين كشعب ومواطنين، تأسس المنتدى السوري عام 2011، ويعمل مع شركائه في سوريا وتركيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى فريق عمل مكوّن من + 1,000 عضواً.